السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
من منا لا يدرك تغير الحياة ودورانها؟
هذه الدنيا لا تدوم على حال لأحد ولكن العاقل من إتعظ بغيره.
الأبيات التالية تدور حول الدروس التي يفضل أن نعتبر بها من هذه الدنيا الفانية،
وأقول فيها:
إستفيد أنته دروس الحياة إبها كثير
مير طالع عن يمينك وطالع عن يسار
كم غنيٍّ ما تهنى ورجعته فقير
ماهو لحاله ترى مثله أقوامٍ كثار
هذي الدنيا مع الوقت لازم تستدير
يا كبار الناس يمكن ترجّعكم صغار
لو تفكّرت الله أحسن تواصيف البعير
آيةٍ للناس بالليل وآية بالنهار
بس ما يحصل مع الغير لازم له يصير
يتلاشى ثم تبلى عظامه في القرار
والبلد لو صار خضرة وهمّاله مطير
المطر ياقف ولابدّها تبلى الدّيار
وأنت لو طالعت في الوادي النّضر الشجير
سرع ما شفت الفحم والحطب يشب نار
وأنت لو ناظرت في الدرب قدامك ضرير
إذكر إنه كان يبصر بليله والنهار
وإن لقيت العود واقف من أمره مستحير
والله إنك كنت من حكمة أمثاله تغار
والطفل لا كان في البيت يلعب يستدير
بيتغيّر يوم والناس من فعله تغار
والبنيّة تعشق الضحك واللعب الكثير
في كبرها تحمل البيت وهمومٍ كبار
وكان تمشي مع طريقٍ ممهد لك كبير
في الطريق الواسع أكيد بيضيق المسار
وإن نظرت الطير عنده جناحين ويطير
سرع ما أصبح للبشر فيه عبرة وإعتبار
والغزال الناس بأوصاف حسنه تستنير
سرع ما يرميه الإنسان في وسط الغبار
وإن وصفت إنسان توصفه بالبدر المنير
ناسي إن البدر يخفى ويغشاه السمار
والرطب يعجبك طعمه وشكله يستثير
والحشف ما تاكله لو يمينه أو يسار
وفي كلامك لو تجمّلت وأرضيت المدير
سرع ما قالوا ترى كرسي الرجل إستدار
إستفد من شيء حولك ولا تحقر صغير
وإحسب حسابك عدل قبل ما تغشى الكبار