قبلة على جبين الوطن للشاعر الدكتور عبد الولى الشميرى
تأَلَّقِي تَأَلَّقِي وَفِي السَّمَاءِ حَلّقِى
وَلَّى زَمَانُ الغَسَقِ يَا يَمَنَ الطُّهْرِ النَّقِي
تَأَلَّقِي تَأَلَّقِي عَلَى الرُّبَا والطُّرُقِ
وَغَيّبِى شَمْسَ الضُّحَى بَيْنَ السَّنَا وَالألَقِ
تَرَفَّقِي تَرَفَّقِي لُمّي وَلاَ تُفَرِّقِي
يَا شَامِةً فِي جَسَدِ الْـ ــعُرُوبةِ المُمَزَّقِ
وَيَا وِسَامَاً غَالِيَاً لِشَعْبِنَا المُوَفَّقِ
أَشْوَاقُهُ جَيَّاشَةٌ إِلَى العُلَى إِلَى الرُّقيِ
بُورِكْتِ يَا حَبِيبتِي ذِكْرَاكِ أَشْذَى عَبَقِ
شَكَكْتُ مُنْ نُجُومِهَا قِلاَدَةً فِي عُنُقِيِ
وَغَرّدَتْ فِي حَقْلِنَا أَشْجَى بَنَاتِ المَنْطِقِ
وَامْتَلأَتْ سَمَاؤُها والأَرَضُ بِالزَّنَابِقِ
وَرَجّعَتْ أَطْيَارُهَا لحنَ الجَنَاحِ الخَافِقِ
كَمْ حَارَبَتْ وَسَالَمَتْ كَمْ حَاوَلَتْ أَنْ تَلْتقِيِ
وَكَانَ فِي تَشْطِيرِهَا جُرْحُ الزَّمَانِ الأَعْمَقِ
زُهَاءَ قَرْنَيْنِ وَلَمْ تَرَ انْبِلاجَ الشَّفَقِ
يَئِنُّ فِي أَضْلاعِهَا شَوْقُ اتِّحَادِ المَشْرِقِ
وَرُبَّمَا ظَنَّ العِدَا بِأَنَّهَا لَنْ تَرْتَقِيِ
حَتَّى إِذَا مَا هَدَّدَتْ أَزْمَتُهَا بِالغَرَقِ
هبّ إليْهَا ضَحْوَةً عِطْرُ الأَرِيجِ الشَّيِّقِ
فَلَمْلَمَتْ جِرَاحَهَا وَ فَجْوَةَ التَّشَقُّقِ
وَوَحَّدَتْ صُفُوفَها كَعِقْدِهَا المُتَّسِقِ
تَعَانَقَتْ أَرْوَاحُنَا عِنَاقَ صَبٍّ عَاشِقِ
وَانْدَحَرَتْ فِي أَرْضِنَا مَسَاوِئُ البَنَادِق
وَطَاوَلَتْ جِبَالَهَا شَمَّاءَةَ المَفَارِقِ
وانتظمت صفوفنا تَدْحَرُ كُلَّ مَارِقِ
وَالمَوْجُ فِي شُطْآنِها يَرِفُّ كَالبَيَارِقِ
دُومِي وَدُمْ يَا وَطَنِي فِي عَيْنِ لُطْفِ الخَالِقِ